حماس أكدت أن هؤلاء الأفراد تم ابتزازهم دعا أعضاء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مدينة نابلس إلى ترسيخ معاني الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني، وتسليم الأسلحة التي بحوزة أعضاء الحركة مؤكدين دعمهم للشرعية الفلسطينية الممثلة بالرئيس الراحل ياسر عرفات, وإنهاء حالة الحسم العسكري والعودة إلى ما قبل 14 يونيو/حزيران.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده عدد من أعضاء الحركة الذين كانت تعتقلهم الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة للسلطة بمدينة نابلس، وأكدوا فيه أن هذا المؤتمر لا يعني انشقاقا عن حركة حماس، وإنما بادرة حسن نية من طرفهم مع الأجهزة الأمنية بالمدينة التي لمسوا منها حسن نوايا أيضا في التعامل بشكل أحسن مع أبناء الحركة.
وقال الشيخ موسى الخراز الذي تحدث في المؤتمر "نحن مع الانضباط في الحالة الأمنية التي سادت بمدينة نابلس والمدن الفلسطينية، والتصدي لحالة الانفلات الأمني من قبل الأجهزة الأمنية، وحركة حماس تقف مع شرعية السلطة الفلسطينية بأجهزتها المختلفة التي أنهت حالة الانفلات".
وأهاب الخراز من باب المسؤولية -كما قال- بجميع أبناء الحركة أن يسلموا السلاح الخاص والسلاح التنظيمي،"لأن هذا لم يعد له لزوم، ويجب أن ننهي كل قطعة سلاح ساهمت في الانفلات الأمني من قبل الجميع"، مؤكدا ضرورة الالتزام بالقرار لما فيه من مصلحة الحركة وتعزيز للوحدة الوطنية، نافيا أن يكونوا قد تعرضوا لأي ضغوط.
وقال إن "سلاح حماس لم يكن سلاح انفلات أمني، وإنما جزء من هذا السلاح وفي ظرف من الظروف تم استغلاله في حالات الانفلات الأمني". وطالب الخراز أجهزة السلطة بوقف ملاحقة أبناء حماس، "كي تتيح لهم الفرصة لتسليم أسلحتهم".
ودعا الخراز الحركة في قطاع غزة إلى إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل سيطرتها على قطاع غزة، تعبيرا عن حسن النوايا لدى الحركة وخطوة أولى للدخول في حوار جاد، وتجسيدا لمعنى الوحدة الوطنية، مستنكرا كل قطرة دم نزلت من كلا الطرفين. وقال إنهم يعتبرون تلك الحالة "تاريخا مظلما يجب إنهاؤه".
وأشار إلى أنهم لا يمثلون القيادة السياسية أو العسكرية لحركة حماس، وإنما يعبرون عن توجه من المعتقلين لدى الأجهزة بمدينة نابلس، مؤكدا أن حماس عصية على التفتيت أو الانشقاق، "وحماس أكبر من أن تنهار، إلا أنه يوجد هناك اختلاف بوجهات النظر في أي حركة".
وأكد الخراز أنه سيكون هناك لجنة منبثقة عنهم وعن بعض القيادات الوطنية بمدينة نابلس لإنجاز هذا الاتفاق في أسرع وقت، موضحا أنه سيكون من بوادر هذا الاتفاق إضافة إلى تسليم السلاح من قبل أبناء حماس، إطلاق أبناء حماس المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية، وإعادة تشغيل الجمعيات الخاصة بالحركة بالمدينة، ومنح الترخيص للعديد من المؤسسات التي أغلقتها الأجهزة الأمنية.
من جهته أكد غسان حمدان القيادي بلجنة التنسيق بين الفصائل بنابلس وأحد أعضاء اللجنة الذين تم اختيارهم لتنفيذ الاتفاق بينهم وبين الأجهزة الأمنية، أن أي خطوة تقود إلى الوحدة الوطنية يجب تحقيقها بسرعة.
وقال حمدان للجزيرة نت "كل فصيل له الحق في الرأي والتعبير، وأنا أحيي كل كلمة تخرج في سبيل الحفاظ على وحدة الشعب ووحدة القول الفلسطيني، وأي وجهة نظر تعزز الوحدة الوطنية وتقربها يجب أن ندعمها بكل قوتنا".
الابتزاز والضغط
من جهتها قالت حركة حماس بالضفة الغربية في بيان إن هذه المواقف التي أدلى بها مجموعة من كوادر الحركة الذين كانوا معتقلين لدى الأجهزة الأمنية جاءت في سياق ما تتعرض له الحركة بكافة أطرها وكوادرها وعناصرها ومؤسساتها في الضفة من ملاحقة واعتقال وتعذيب واضطهاد.
وأضافت أنها "تأتي لتتساوق مع الابتزاز والضغط النفسي الواقع من الأجهزة الأمنية على المعتقلين في سجن جنيد في مدينة نابلس وغيره".
وأكد البيان الذي تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن المواقف الرسمية الممثلة لحركة حماس تؤخذ من العناوين الرسمية للحركة، وأن هذا المؤتمر لا يمثل الموقف الرسمي للحركة.
وقالت الحركة في بيانها إن "المواقف الرسمية للحركة تعتبر أن ما جرى في غزة لا يمكن علاجه إلا بالحوار غير المشروط لمعالجة الأسباب التي قادت لذلك".